![]() |
فلنفتح آذاننا لا لعزاء الناس إنما لعزاء الروح القدس
يا أحبائي، أن الذين يركزون على مجرد مواساة المتألمين أو تعزية الحزانى بمجرد كلمات ، أو إشباع احتياجات الأفراد، قد يحكمون على هؤلاء بالخمول والضمور ثم الموت، لأنهم في الحقيقة لم يعلنوا لهم القوة الساكنة فيهم والقادرة أن تعمل فيهم بقوة حياة الله ليشبعوا من المائدة السماوية بخبز حي يُشبع القلب ويعطي قوة عزاء بانفتاح البصيرة الداخلية في سر التقوى وقوة التوبة وتجديد القلب .... يا أحبائي كلنا نُسلم بأن في هذه اليام الصعبة الشعب كله يُعاني من نكبه فادحة، ولا أقصد شعب مصر وحده بل معظم البلاد العربية، وأن السيف والعنف الغير مُبرر قد تسلط على الشعب وبعض من الشعوب إخوته، الأمر الذي لا يقدر أن ينكره أحد، حتى ولو كان رجل كلام غليظ القلب ولا يشعر بالآخرين !!! والآن أقول لكم أنه يلزم على الذين ضُربوا بالحزن ألا يقضوا كل حياتهم في النحيب والعويل من جراحاتهم، وتلتهب نيران حزنهم ويشتعلون بالغضب، بل عليهم أن يعالجوا جراحاتهم لئلا بإهمالهم وانحصارهم في الحزن تزيد دموعهم وتلتهب نيران حزنهم وينسوا رجاءهم في المسيح الرب القيامة والحياة، وينحصروا في الغضب، بل وقد يبرروا موقفهم ويعززوه بآيات من الكتاب المقدس على غير معناها الصحيح بالكلمة الشهيرة [ أغضبوا ولا تخطأوا ]، مع أن الكتاب المقدس بارتباط آياته يقول بوضوح :
فلنفتح آذاننا لا لعزاء الناس إنما لعزاء الروح القدس :
لذلك يا أحبائي شدّوا احقائكم، واتقوا الله بالمخافة والحق، طارحين جانباً كلام الغضب وضلال الأمم الذين يرغبوا في الانتقام لأن ساعتهم وساعة الظلمة هي حياتهم، أما نحن فلسنا من أهل الغضب، بل نحن أولاد محبة الله، وخدمتنا خدمة المصالحة بدم عهد جديد، فوطدوا الإيمان على من أقام ربنا من الموت وأتاه المجد وأعطانا عرشاً عن يمينه في الابن الوحيد الذي [ له يخضع كل ما في السماء وما على الأرض ] ويطيعه كل من فيه نسمه حياة، وعندما يأتي ليدين الأحياء والأموات، سيقضي بالعدل ويُجازي كل واحد حسب عمل الإيمان بالمحبة، فكل من آمن به وظهرت ثماره فيه بالنعمة يدخل لملكوته السماوي لأن له طابع سماوي لا ينحل ظاهراً في أعمال إيمانه الحي، وأما من رفض أن يحيا له ويمجد صنيعه العظيم وعاش في ظلمة فمصيره للظلمة التي هو منها، لأنه أحب الظلمة أكثر من النور لذلك كانت كل أعماله شريرة ... أما نحن فلسنا من ظلمة بل من نور، لذلك سيُقيمنا معه أيضاً إن امتثلنا لمشيئته وأطعنا وصاياه، وأحببنا ما يُحب، وتنحينا عن كل إساءة، وطمع، ونميمة، وشهادة زور، وعن حب المال المُفرط، متجنبين مجابهة الشر بالشر، والشتيمة بشتيمة، والضربة بضربة مثلها، ولعنة بلعنة، ذاكرين تعليم من قال: [ لا تدينوا لئلا تُدانوا، اغفروا يُغفر لكم، أرحموا تُرحموا، بالكيل الذي تَكيلون به يُكال لكم، طوبى للمساكين والمضطهدين من أجل البرّ فإن لهم ملكوت الله ] (راجع متى 5) ومن هو الرجل العاقل والإنسان الكامل الذي يعمل بأقوال الرب: [ فكل من يسمع أقوالي هذه و يعمل بها أشبهه برجل عاقل بنى بيته على الصخر. فنزل المطر وجاءت الأنهار وهبت الرياح ووقعت على ذلك البيت فلم يسقط لأنه كان مؤسسا على الصخر . وكل من يسمع أقوالي هذه ولا يعمل بها يشبه برجل جاهل بنى بيته على الرمل . فنزل المطر وجاءت الأنهار وهبت الرياح وصدمت ذلك البيت فسقط وكان سقوطه عظيما. ] (مت 7: 24 – 27)
|
:( :rolleyes: |
الساعة الآن 07:22 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11 Beta 4
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات ام السمائيين و الارضيين