لاهوت أدبى (الجزء الأول) حسب تدريسة بالكليات اللاهوتية
لاهوت أدبى (الجزء الأول) حسب تدريسة بالكليات اللاهوتية + مقدمة فى علم اللاهوت :- تعريفه هوالعلم الذى يبحث فى الآداب المسيحية و الاخلاق التى يلتزم بها المؤمن المسيحى فى حياته الخاصة و العامة . الفرق بين اللاهوت الأدبى و الفلسفات الاخلاقية ( علم الاخلاق ) . أولا : اللاهوت الأدبى :- + يبحث اللاهوت الأدبى فى الأخلاق و الآداب من جهة النظر المسيحية ورأى الدين فيها . أما الفلسفات و العلوم الأخلاقية فهى تبحث فى الاداب و الأخلاق بصفة عامة . +علم الأخلاق يعتمد على المبادئ الطبيعية أو الشريعة الطبيعية او الشريعة الطبيعية أى " الضمير " الموجود فى الانسان . أما علم اللاهوت الأدبى فهو يعالجها ( الفضائل و الرذائل ) مستعينا بالكتاب المقدس وأقوال الأباء و تعاليم الكنيسة وذلك بالنسبة لسلوك الفرد فى المجتمع و الكنيسة . + علم الأخلاق ما هو إلا دراسة ظاهرية يقوم على اساس سلوك الإنسان الظاهرى و السطحى . أما علم اللاهوت الأدبى فهو قادر على ان يدخل فى اعماق القلب و المشاعر و يحاسب على الأفكار قبل الأعمال . ماهى اهمية علم اللاهوت الأدبى ؟ + لا غنى عنه لإنسان المسيحى لأنه يشرح له الشريعة المسيحية و يحدد موقفها من الأفكار أو الأقوال و الأعمال و هى معرفة ضرورية لكل من يريد أن يعيش حياة روحية سليمة فى هذه الحياة + اللاهوت الأدبى لازم أيضاً وبصفة خاصة للكاهن ودراسة اللاهوت – فالكاهن بوصفة معلماً للفضيلة يستعين به فى توجيهاته فى سر الاعتراف و فى عظاته للشعب و مع ان جميع الأسرار المقدسة قائمة على استحقاق " دم المسيح له المجد و لا يتوقف فعلها على صلاح الكاهن . لكن سر الاعتراف يرتبط بشخص الكاهن لا من حيث سلطان السر فى الحل و الربط و الغفران بل من حيث العلاج الذى يتوقف على اهلية الكاهن للقيام بمهمته المرشد فى سر الاعتراف لذلك من شروط الكاهن ان يكون عالماً بالشريعة متفقا فيها . الشريعة اللاهوت الأدبى مرتبط بالشريعة المسطورة فى الوحى الإلهى التى اعلنها الله لموسى و قد سميت الأسفار الخمسة الأولى بشريعة موسى و يمكن تقسيمها الى ثلاثة أقسام :- الشريعة الأدبية و تشمل :- الأوامر الخاصة بعبادة الله و الآداب الواجبة على المؤمن من نحو الله و نحو الآخرين ( خر : 20 ) و مفصله فى سفر التثنية " الوصايا العشر " + الشريعة الطقسية و هى :- خاصة بطقوس و الترتيبات المتعلقة بشئون العبادة من حيث : 1-البناء و تصميمه الداخلى و الخارجى 2-البخور و الذبائح و القرابين 3-اختصاص الكهنة و رئيس الكهنة و باقى اللاويين 4-أنواع الذبائح : الحيوانات الطاهرة و الحيوانات الغير الطاهرة المحرقة . الخطيئة . و الاثم . السلامة . الدقيق . البكور . العشور . و النذور . الاصوام و الأعياد ..... الخ ( خر 24 _ 40 ) و اللاويين باكمله و اجزاء من سفر العدد و التثنية + الشريعة السياسية :- و هى الشريعة التى تنظم السياسة الداخلية و الخارجية :- + الشريعة الخارجية :- و هى خاصة بالعلاقات التى ترتبط بالشعب الإسرائيلى بغيرة من شعوب الأرض + الشريعة الداخلية :- خاصة بعلاقة الأفراد بعضهم البعض من حيث :- + المعاملات المدنية من بيع و شراء و ايداع و اعاره وقرض ورهن . + الاحوال الشخصية من عقد زواج و اختيار الزوجة ودرجات القرابة و عدد الزوجات و الطلاق احكامه وشروطه و موانعه . + المواريث ( الميراث ) و كيفية توزعها . + العقوبات التى يجب تطبيقها على الأفراد عند مخالفتهم لأوامر الله أو عندنا يسيئون الى بعضهم البعض و العقوبات مثل : الأمراض والأوبئة و المجاعات و السقوط فى ايدى الاعداء . النفى السبى القتل الرجم التعويضات المالية و العينية نجدها فى ( خر 21 – 23 ) و التثنية . + ما موقف المسيحية من شريعة العهد القديم ؟ نقطة هامة : يجب ان نعرفها أن الديانة المسيحية ليست ديانة جديدة كل الجدة و لا هى ديانة قامت على أنقاص الديانة اليهودية و لكن المسيحية هى هى بعينها الديانة اليهودية و لكن فى صورة كاملة . الديانة اليهودية هى هى بعينها الديانة المسيحية و لكن فى صورة مجملة + إذن الديانتين غير متعارضتين أو متناقضتين فإله العهد القديم هوهو اله العهد الجديد هذا الموقف وضحه رب المجد عندما قال " لا تظنوا غنى جئت لانقض الناموس و النبياء ما جئت لانقض بل لكمل " متى 5 : 17 " + فالمسيحيين يضموا العهد الجديد الى العهد القديم فى كتاب واحد يؤمنون به كله . السيد المسيح نفسه نفذ أحكام شريعة العهد القديم :- + يسمح بأن يختتن فى اليوم الثامن . + تقدم امه زوج يمام أو فرخى حمام و هو ما أمرت به الشريعة + تقدم الى يوحنا المعمدان للعماد . + يجيب على ابليس فى التجربة على الجبل من العهد القديم رغم انه كان يستطيع ان يعطى كلمات أخرى من فمه الطاهر . + " ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان ...................... ( تثنية 8 : 3 ) + " للرب ألهك تسجد وإياه و خده تعبد .................. ( تثنية 6 : 13 ) . + " لا تجرب الرب الهك .................................. ( تثنية 6 : 16 ) . + قال للأبرص بعد شفاءه " اذهب أرى نفسك للكاهن و قدم القربان الذى امر به موسى " + قال للشاب الغنى احفظ الوصايا . + تمم الفصح اليهودى ( متى 26 : 30 ) تابع موقف المسيحية من شريعة العهد القديم :- * و إذا نظرنا للموعظة على الجبل نظرة غير فاحصه نظن إن السيد المسيح قد جاء بشريعة جديدة مخالفة لشريعة العهد القديم خصوصاً قوله الربانى " سمعتم إنه قيل للقدماء .... و أما فأقول لكم ... * و لكننا عندما نتأمل ملياً نجد انه لا يوجد تناقص بل تكميل لشريعة العهد القديم مثال لذلك :- + قول رب المجد " سمعتم إنه قيل للقدماء لا تحنث بل أو فى للرب أقسامك و أما أنا فأقول لكم لا تحلفوا البتة لا بالسماء لأنها كرسى الله و لا بالأرض لأنها موطئ قدميه و لا بأورشليم لأنها مدينة الملك العظيم و لا تحلف برأسك لأنك لا تقدر أن تجعل شعرة واحة بيضاء أو سوداء بل ليكن كلامك نعم نعم . لا لا و مازاد على ذلك فهو من الشرير ( متى 5 : 33 – 37 ) . + ليس هناك تناقص بين الشريعتين لأن رب المجد لم يقل أحنث و لكن اراد الوفاء مثل العهد القديم بدليل قوله ليكن كلامكم نعم نعم .... لا لا . + و أراد أن ينبه لشئ أخر لم يعرفه الشعب وجاء الوقت ليعرفوه فقد كان فى القديم ( لا تنطق باسم الرب إلهك باطلاً لأن الرب لا يبرئ من نطق باسمه باطلاً " خر 20 : 27 ) . و اكثر من ذلك طلب الله أن يحلفوا باسمه ( أحترز لئلا تنسى الرب الذى أخرجك من أرض مصر من بيت العبودية الرب الهك تتقى و اياه تعبد و باسمه تحلف " تثنية 6 : 13 " + وبشأن المرأة المتهمة بالخيانة الزوجية يقول وسيستحلف الكاهن المرأة ( عدد 5 : 19 ) . + كان الله يوجد أنه يحلف الشعب به للأسباب الآتية :- + كان مستواهم الروحى ضعيف . + كان بالقرب منهم امماً تحلف بمعبوداتها فكان الله لابد و أنه يسمح لهم أن يحلفوا به علامة على تعبدهم له. + لكى يخافوا الله و لا يحلفوا به باطلا . + لكن لما جاء السيد المسيح كان ذهن الشعب قد ارتقى فلا خوف عليهم من عبادة الأصنام و من ناحية أخرى كان علماء اليهود قد أباحوا لهم أن يحلفوا بالله فى جميع الأمور حتى التافه منها . + فالغرض الذى من أجله سمح لهم أن يحلفوا به قد انتهى لذلك امر رب المجد لا تحلفوا البتة . خلاصة القول : إذن شريعة العهد الجديد هى هى شريعة العهد القديم ولكن فى صورة أرقى و ما نقوله عن هذه الوصية نقوله على باقى الوصايا . + فكل ما قاله الرب يسوع المسيح لم يكن فيه أدنى مخالفة للشريعة القديمة و لقد كان يحرص له المجد على تبيان هذه الحقيقة دائما فعندما يقول " كل ما تريدون أن يفعل الناس بكم افعلوا هكذا انتم أيضاً بهم " ويعقب على ذلك بقوله " لأن هذا هو الناموس و الأنبياء " متى 7 : 12 " . + و قال مرة أخرى " تحب الرب إلهك من كل قلبك و من نفسك و من كل قدرتك هذه هى الوصية الاولى و الثانية تحب قريبك كنفسك بها تبين الوصيتين يتعلق الناموس كله و الأنبياء " متى 22 : 37 – 40 " فكأنه جاء مفسراً و موضحاً للناموس و مبيناً ما تقضيه و صايا العهد القديم . أقوال الرسل و تصرفاتهم لا تنقض شريعة العهد القديم :- + كان الرسل يدخلون الهيكل فى أوقات العبادة " رومية 3 : 31 " . + كانوا كل يوم يواظبون فى الهيكل بنفس واحدة . + و قال بولس الرسول " أفانبطل الناموس بالإيمان حاشا بل ثبت الناموس ( إذن الناموس مقدس و الوصية مقدسة و عادلة و صالحه ) رومية 7 : 12 " . + ليس إذن فى شريعة العهد الجديد ما يتعارض مع شريعة العهد القديم و تصرفات السيد المسيح ورسله الأطهار فضلا عن أقوال الرب و اقوال الرسل من بعده تبين احترام كامل لهذه الشريعة القديمة و اعتبار الشريعة الجديدة مؤيدة لها . + و نحن إذن نؤمن بالعهدين ونعتبر الشريعتين و نقدس الكتابين لم يستطيع اليهود لقصورهم و عجزهم أن يكملوه أو يدركوه كملته المسيحية ووضحته إذن فشريعة المسيح لم تخرج مطلقا عن معنى شريعة سيناء و لكن فهمت بمعنى أرقى من المعنى الذى فهمه علماء وشيوخ و افراد الأمة اليهودية . الى أى مدى تعتبر شريعة العهد الجديد مكملة لشريعة العهد القديم ؟؟ + إذا قلنا ان شريعة العهد الجديد مكمله لشريعة العهد القديم فلابد أن نعرف الى أى مدى هذا التكميل :- +شريعة العهد القديم كانت شريعته مناسبة و ملائمة للشعب اليهودى و هو بعد من طفولة الايمان و جهالة المعرفة و كان ولابد من ربطة بقيود غاية فى الدقة و الصرامة و نظراً لمجاورته لشعوب وثنية ربما يتأثر بمعقداتها و طقوسها . + الناموس إذن مقدس و صالح فهو بمثابة المرشد و القائد الى المسيح ففى رسالة بولس الرسول إلى أهل غلاطية ( 3 : 19 – 27 ) . + لو كانت الشريعة الى اعطيت قد استطاعت ان تعطى الحياة لكان حقاً أن البر بالشريعة ( بالناموس ) . + قبل أن يجئ الايمان كنا " كما لو مغلقا علينا تحت رقابة الشريعة فى انتظار الايمان الذى سوف يعلن " . + فلما جاء هذا الايمان صرنا فى غير حاجة بعد الى هذا المرشد ( لأنكم جميعاً أبناء الله بإيمانكم بيسوع المسيح ( غلاطية 4 : 1- 9 ) + و الشريعة أيضاً كانت وصى على قاصر و القاصر أو الطفل هو الشعب المختار قبل مجئ المسيح . + طالما الوارث طفل ( قاصر ) فهو لا يختلف فى شئ عن العبد و نحن أيضاً عندما كنا أطفال مستعبدين بأفكار العالم + فلما ولد المسيح خضع للشريعة لكى ما يفتدى الذين كانوا تحت الشريعة + بواسطة المسيح صرنا أبناء وارثين وليس عبيد . + معنى هذا أن الشريعة القديمة و ما حوته من طقوس ورسوم كانت موقوته بظهور المسيح المنتظر الذى كانت الرموز تشير اليه ولم تكن فى حقيقتها غير مرشد يدل على الايمان بالمسيح ولذلك يقول الرسول . " لأن غاية الناموس هى المسيح " رومية 10 : 4 " . + ويقول القديس لوقا البشير " كان الناموس و الانبياء الى يوحنا لو 16 : 16 " . أى الى زمن يوحنا المعمدان اما بالمسيح فقد بدء عهد جديد عهد الايمان و الكمال المسيحى . + فإذا كانت الشريعة القديمة مؤدية الى المسيح أو الى شريعة العهد الجديد فليس بين الشريعتين تناقض فالشريعتين توأمان على مبدأ واحد و تلتقيان فى مركز واحد . + اما المبدأ الواحد فهو حاجة البشر الى فادى و مخلص يكون بموته و سفك دمه فداء للناس و خلاصهم . + و اما المركز الواحد فهو يسوع المسيح مخلص العالم فأى فرق بين الشريعتين يكون من هذه الناحية . + وشريعة العهد القديم تتطلع الى المسيح الآتى أما شريعة العهد الجديد فتقوم على اساس المسيح الذى اتى ، فكان لابد فى شريعة موسى من طقوس تشير الى مجئ المسيح و خلاصه العتيد حتى اذا جاء المسيح لم تعد ثمة حاجة الى تلك الطقوس المشيرة الرامزة فأى تغير أو تبديل يدرك الشريعة القديمة لتصبح ملائمة للعهد الجديد هو تغير و تبديل نرى فيه فرقاً بين شريعة ممهدة و شريعة نهائية أو بين شريعة مفتقرة إلى مخلص وشريعة كاملة به إعداد: القمص/ مرقوريوس صليب - مدرس بالمعهد اللاهوتى بمطرانية شبرا الخيمة |
الساعة الآن 07:11 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11 Beta 4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات ام السمائيين و الارضيين