منتدى ام السمائيين و الارضيين - عرض مشاركة واحدة - توجيهات وإرشادات فى محاربة الذات ..
عرض مشاركة واحدة
قديم 12-21-2012, 06:49 PM   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
 
الصورة الرمزية بن الملك
 

 

 
افتراضي






توجيهات وإرشادات فى محاربة الذات
الجزء الثانى


"وَلكِنِ اعْلَمْ هذَا أَنَّهُ فِي الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ سَتَأْتِي أَزْمِنَةٌ صَعْبَةٌ، لأَنَّ النَّاسَ يَكُونُونَ مُحِبِّينَ لأَنْفُسِهِمْ، مُحِبِّينَ لِلْمَالِ، مُتَعَظِّمِينَ، مُسْتَكْبِرِينَ، مُجَدِّفِينَ، غَيْرَ طَائِعِينَ لِوَالِدِيهِمْ، غَيْرَ شَاكِرِينَ، دَنِسِينَ، بِلاَ حُنُوٍّ، بِلاَ رِضًى، ثَالِبِينَ، عَدِيمِي النَّزَاهَةِ، شَرِسِينَ، غَيْرَ مُحِبِّينَ لِلصَّلاَحِ، خَائِنِينَ، مُقْتَحِمِينَ، مُتَصَلِّفِينَ، مُحِبِّينَ لِلَّذَّاتِ دُونَ مَحَبَّةٍ ِللهِ، لَهُمْ صُورَةُ التَّقْوَى، وَلكِنَّهُمْ مُنْكِرُونَ قُوَّتَهَا. فَأَعْرِضْ عَنْ هؤُلاَءِ "
( 2 تي 3 : 1 – 5 )



توجيهات وإرشادات فى محاربة الذات ..
2
--------------------------------


لا شك ان كل تعب الإنسان فى الحياة هو ثمرة طاعته لذاته ، فحينما كان آدم مطيعا لله عاملا إرادته كان يحيا فى فرح وسعادة وسلام كل حين ، وحينما انحرف عن الوصية المقدسة مفضلا طاعة ذاته بدأ فى مواجهة كل تعب وعناء وألم .. ومن هنا نعرف أن سر كل فرح وسعادة فى الحياة لا تتأتى بطاعة الذات والخضوع لها بل بطاعة الله والسجود له من كل القلب ، فهذا ما يضمن سعادة ومجد الإنسان فى هذا الزمان وفى الحياة الآتية ..


وأرغب هنا فى تقديم بعض التوجيهات والإرشادات الهامة فى محاربة الذات ، والتى هى كالتالي :

+ يحتاج المرء دائما لتهذيب اشتياقاته حتى تكون على مستوى الحق وفكر المسيح ، فهذا سيريحه كثيرا من عناء حرب الذات والصراع الدائم معها ، ولا شك أن هذا التهذيب يتأتى للإنسان عن طريق : الهروب من أفكار المجد الباطل ، الهروب من المديح ، توبيخ النفس كل حين ، التشبه بالمسيح والاقتداء به فى كل شيء ، الاجتهاد فى توظيف و استغلال الطاقات والمواهب والقدرات الشخصية لمجد الله وخلاص النفوس ، السلوك الدائم بروح المكتوب " غير مهتمين بالأمور العالية بل منقادين إلى المتضعين " رو 12 : 16


+ إذا أردت أن تستريح من عناء ذاتك وحروبها فلا تدع لأفكار العظمة مكانا فى داخلك لأنها ستولد فيك الاشتياق الرديء نحو الرئاسة والتسلط ، وهذا بدوره يؤدى إلى الانشغال عن خلاص النفس والاهتمام بوصولها إلى ما يجعلها فى عداد المشهورين وأصحاب الرأى المسموع ..


+ لا تدع غناك فى أى مجال من مجالات الحياة يكون سبب فى سلب حق الأخرين فى الاختلاف والاعتراض على أفكارهم ، بل اجتهد بالأحرى أن تقدم الاخرين على نفسك فى الرأى والفكر والمشورة ، لان ليس الذى سارع بإبداء الرأى الصائب هو المزكي بل ذاك الذى حسب نفسه غير مستحقا أن يحسب فى عداد الأحياء من أجل خطاياه ..

+ أخشى أن يفقدك إنشغالك بالعالم اليقين بالصلة التى لا تقبل الشك بين طاعة الذات وإنكار الإيمان ، لأننا كثيرا ما ننكر الإيمان حينما نؤثر طاعة الذات ، التى تحمل فى طايتها رفض لناموس الله وفكر المسيح وتدبير الروح ، وما أصعب حال الذين آثروا الحياة فى ظل طاعة الذات والخضوع لها لأنهم قد اختاروا لأنفسهم سوء العاقبة وشركة إبليس فى الدينونة والعذاب والرذل الدائم من الرب ..


+ لا تنقض عمل الله من اجل إرضاء ذاتك ، لأننا يجب أن نطيع الله من كل القلب ، وهذا يستلزم السجود له من كل القلب أيضا ، أما القلب المنقسم والمتنعم فلا يسكنه الله ، فإن كنت ترغب فى حياة سعيدة وكريمة ومليئة بالثمار المقدسة لا تدع شيئا يعطلك عن عبادة الله ، لأن كل ما هو لأجل الذات تعبير عن انقسام القلب وعدم محبة الله ..

صديقي ، إن لم تعرف بعد قدر ما أنت فيه من حرمان بسبب طاعتك لذاتك فليتك تنظر وتتأمل الآن فى حياة الذين امتلأت حياتهم من المجد نتيجة ممارستهم الدائمة لإنكار الذات من أجل المسيح ، فالرب صادق الوعد ولا يمكن أن ينسى تعب محبة الذين ذبحوا ذواتهم بسيف الحب من أجل عظم محبتهم له . لك القرار والمصير !!

------------------------
اذكرونى فى صلواتكم







التوقيع


رد مع اقتباس