منتدى ام السمائيين و الارضيين - عرض مشاركة واحدة - كل مايتعلق بكيفيه قراءه الكتاب المقدس بالطريقه الصحيحه
عرض مشاركة واحدة
قديم 03-12-2012, 01:29 PM   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
 
الصورة الرمزية ابو بيشو
 

 

 
افتراضي




) القراءة مع ملاحظة علامات الترقيم
ما هي علامات الترقيم وما أهميتها؟
ملاحظة هامة: في الطبعة الموجودة بين أيدينا لا توجد علامات ترقيم. ولكن في الطبعة الجديدة للكتاب المقدس فهي تحتوي على علامات الترقيم كما هي موجودة في الأصل
علامات الترقيم كثيرة ومنها الآتي:
النقطة (.) - الفصلة (،) - علامة الاستفهام (؟) - علامة التعجب (!) - علامة التنصيص ("") الأقواس ( ) وهكذا. فكل علامة تدل على شيء في القراءة وبالتالي على فهم المعنى وهناك أمثلة على أهمية استخدامها في الكتاب المقدس. وبالعودة إلى تاريخية الكتاب المقدس نعرف أن الأسفار والأناجيل والرسائل لم تُكتب في بداية تدوينها مقسمة إلى إصحاحات وأعداد وفقرات منتهية بنقاط. بل كتبت كقطعة واحدة وبعدها بزمن بعيد جاء من قسَّم الأسفار إلى إصحاحات وأعداد لتسهيل القراءة والبحث والدراسة، وأصبح الكتاب في وضعه الحالي.
فمن المعروف أن نهاية الجملة تقع بعدها نقطة (.) لذلك يجب أن نلاحظ عند قراءة الكتاب أنه ليس بالضرورة أن تكون نهاية الأصحاح هي نهاية الفكرة ولا بداية الأصحاح هي بداية لفكرة جديدة، بل قد تستمر الفكرة على مدار أصحاحين ونصف. وفي ترجمة (كرنيليوس فاندايك) للكتاب المقدس التي بين أيدينا نجد تصحيحًا لبعض التقسيمات. ففي سفر إشعياء نجد الأصحاح الثالث والخمسين يبدأ بآخر فقرة من الأصحاح الثاني والخمسين التي تبدأ مع13 لأن أصحاح 53 هو امتداد للفكرة التي بدأت في أصحاح 52.
* ومثال آخر في إنجيل مرقس، فإن الأصحاح التاسع يبدأ من آخر عدد في الأصحاح الثامن كي يظهر معنى الآية:
«إِنَّ مِنَ الْقِيَامِ ههُنَا قَوْمًا لاَ يَذُوقُونَ الْمَوْتَ حَتَّى يَرَوْا ابْنَ الْإِنْسَانِ آتِيًا فيِ مَلَكُوتِهِ».
لأن في إنجيل متى 16 :28 ومرقس 9 :1 ولوقا 9 :27 نجد أن حادثة التجلي تلي هذه الآية مباشرة وبذلك يُفهم القصد من هذه الآية بالتحديد.
وسوف نتحدث هنا عن أهمية كل علامة من علامات الترقيم مع بعض الأمثلة.
أ - أهمية علامة الفصلة (،) وكيف يتغير المعنى إذا وضعنا الفصلة قبل كلمة أو بعدها مما يجعلنا ندقق جدًا في قراءتنا للكتاب المقدس.
* فمثلاً نجد في يوحنا الأولى 3:3 أن وضع فصلة في منتصف العدد يغير من المعنى فإذا وضعنا فصلة بعد كلمة "الرجاء" ستعود كلمة "به" على الرجاء أما إذا وضعنا فصلة بعد كلمة "به" فسوف تعود على الشخص الذي يُعطي الرجاء.
القراءة الأولى: «3وَكُلُّ مَنْ عِنْدَهُ هذَا الرَّجَاءُ، بِهِ يُطَهِّرُ نَفْسَهُ كَمَا هُوَ طَاهِرٌ».
القراءة الثانية: «3وَكُلُّ مَنْ عِنْدَهُ هذَا الرَّجَاءُ بِهِ، يُطَهِّرُ نَفْسَهُ كَمَا هُوَ طَاهِرٌ».
* ومثال آخر في مزمور 94 :19 أيضًا من الممكن أن يكون لها معنيان حسب وضع الفصلة.
فالقراءة الأولى هي: «19عِنْدَ كَثْرَةِ هُمُومِي فيِ دَاخِلِي، تَعْزِيَاتُكَ تُلَذذُ نَفْسِي». أي أن الهموم هي التي بالداخل.
أما القراءة الثانية هي: «19عِنْدَ كَثْرَةِ هُمُومِي، فيِ دَاخِلِي تَعْزِيَاتُكَ تُلَذذُ نَفْسِي». أي أن التعزيات هي التي بداخلي.
فمن الواضح أن الفصلة علامة هامة جدًا تغير من المعنى لذلك يجب الانتباه إليها.
فالتركيز أثناء قراءة الكتاب المقدس أمر مطلوب لأنه ليس كتابًا عاديًا بل هو كتاب يعلن عن شخص الله. لذلك فهو يحتاج إلى كل جهد وتركيز واحترام في قراءته.
ب - أهمية علامة الاستفهام (؟) فمعنى الآية يتغير إذا كانت الجملة استفهامية أو خبرية. فأحيانًا نقرأ الآيات على أنها جمل خبرية بالرغم من كونها استفهامية أي بصيغة السؤال وبذلك يختلف المعنى.
* مثال ذلك الآية الموجودة في يوحنا 12 :27
«27اَلآنَ نَفْسِي قَدِ اضْطَرَبَتْ. وَمَاذَا أَقُولُ: أَيُّهَا الآبُ نَجِّنِي مِنْ هذِهِ السَّاعَةِ؟ وَلكِنْ لِأَجْلِ هذَا أَتَيْتُ إِلَى هذِهِ السَّاعَةِ».
ويبدو لأول وهلة أن السيد المسيح يريد أن ينجيه الآب من هذه الساعة. ولكن الآية في الأصل تنتهي بعلامة استفهام فيصبح المعنى: إنه رغم نفسي المضطربة فإني لا أقول أيها الآب نجني من هذه الساعة لأني لأجل هذه قد أتيت. أي أن المسيح يستنكر أن يطلب من الآب الإنقاذ من هذه الساعة.
* وأيضًا في إشعياء 45 :11
«11هكَذَا يَقُولُ الرَّبُّ قُدُّوسُ إِسْرَائِيلَ وَجَابِلُهُ:»اِسْأَلُونِي عَنِ الآتِيَاتِ! مِنْ جِهَةِ بَنِيَّ وَمِنْ جِهَةِ عَمَلِ يَدِي أَوْصُونِي!».
يبدو أن الرب يدعونا أن نطلب منه أن نوصيه على بنيه وعلى عمله كي يعمل. ولكن بوجود علامة الاستفهام فالمعنى يدل على أن الرب يستنكر أن نوصيه على عمله وبنيه ويصبح المعنى أتسألونني عن الآتيات؟ أتوصونني على عمل يدي؟ وهذا واضح ابتداء من ع 12 إذ يقول الرب: أنا صنعت الأرض وخلقت الإنسان عليها وهو بذلك يريد القول لا توصوني على عمل يدي فأنا أعرف ما يجب عمله لأني خلقت الإنسان وصنعت الأرض.
ج - وتوجد علامة أخرى وهي " " وتسمى علامة التنصيص أي وضع النص بين قوسين ويبدو للوهلة الأولى أنها ليست لها أهمية كبيرة، ولكن على سبيل المثال توجد أجزاء كثيرة في أسفار الأنبياء يصعب معرفة معناها بسبب عدم وضوح متى ينتهي كلام الله إلى النبي ومتى يبدأ كلام النبي إلى الشعب.
* ففي سفر حبقوق الأصحاح الأول من 1-17 غير واضح أين كلام الله إلى النبي وأين كلام النبي. ولكن بملاحظة علامات التنصيص على كلام
الله إلى النبي نستطيع أن نعرف أن من ع 2-4 كلام النبي إلى الله.
ع5 «اُنْظُرُوا بَيْنَ الْأُمَمِ،....... هذِهِ قُوَّتُهَا إِلهُهَا» كلام الله إلى النبي ع 12-17 كلام النبي وهكذا
فوجود علامات التنصيص شيء هام جدًا.
* و تستخدم علامات التنصيص أيضًا في فهم هل هذا الكلام اقتباس من قول سابق أم من الكاتب نفسه على غرار ما جاء في كورنثوس الأولى6 :12 «كُلُّ الْأَشْيَاءِ تَحِلُّ لِي»، لكِنْ لَيْسَ كُلُّ الْأَشْيَاءِ تُوافِقُ. نعرف من ذلك أن الجزء الأول "كل الأشياء تحل لي" ما هو إلا اقتباس من البيئة الوثنية المحيطة بالكنيسة وكان المؤمنون في الكنيسة يتبعون هذا القول، لكن بولس الرسول قال لهم أنتم تقولون "كل الأشياء تحل لي" والرب يقول "ليس كل الأشياء توافق".

(4) القراءة في ضوء اللغات الأصلية
كُتب الكتاب المقدس باللغات الأصلية، وما النسخ التي بين أيدينا إلا نُسخ مترجمة عن هذه اللغات فقد كُتب العهد القديم باللغة العبرية وبعض الأجزاء باللغة الأرامية وهي لغة شقيقة للغة العبرية، في حين كُتب العهد الجديد باللغة اليونانية. ولا يستدل على معنى كثير من الآيات بدقة إلا بالعودة إلى اللغات الأصلية التي كتبت بها وذلك لاختلاف أزمنة الأفعال بين اللغات وكذلك التعبيرات والمصطلحات اللغوية. ومثال ذلك كلمة (الحب).
ففي اللغة العربية تستخدم هذه الكلمة لتدل على أكثر من معنى مثل: أنا أحب الله وأنا أحب زوجتي وأنا أحب مشاهدة مباريات الكرة وهكذا مع أن كل معنى يختلف عن الآخر. ولكن في اللغة اليونانية والتي كتب بها العهد الجديد توجد كلمة تعبر عن الحب لكل معنى وأشهر هذه المعاني هو ما ينطق باليونانية (Eros إيروس) وهي تعني حب الشهوة والامتلاك، والثانية (Philo فيلو) وتعني حب العاطفة والمشاعر البشرية الطبيعية والثالثة (Agape أجابي) وهي تعني أكمل وأسمى صور المحبة التي تحوى التصميم الحازم والإرادة الصادقة والانتماء القوي الواضح لدائرة الإعلان الإلهي كحب الله للعالم يوحنا 3 :16.
ملاحظة: المعنى (Eros) لم يُستخدم في العهد الجديد ولكن استخدم في الترجمة اليونانية للعهد القديم المعروفة بالترجمة السبعينية في حادثة أمون بن داود وأخته ثامار صموئيل الثاني
13 :1-39.
تفسر لنا هذه االمعاني المختلفة لكلمة المحبة ما حدث في حوار السيد المسيح مع بطرس الرسول كما ورد في يوحنا 21 :15 عندما سأل السيد المسيح بطرس الرسول ثلاث مرات. نلاحظ أن السيد المسيح استخدم كلمة ليعبر عن الحب وكان رد بطرس بكلمة أخرى فكان الحوار كالتالي:
فبعد ما تغدوا قال يسوع لسمعان بطرس ياسمعان بن يونا (Agape) أكثر من هؤلاء قال له نعم يارب أنت تعلم أني (Philo) قال له ارع خرافي قال له أيضًا ثانية ياسمعان بن يونا (Agape) قال له نعم يارب أنت تعلم أني (Agape) فقال له ارع غنمي قال له ثالثة ياسمعان بن يونا (Philo) فحزن بطرس لأنه قال له ثالثة (Philo) فقال له يارب أنت تعلم كل شيء أنت تعرف أني (Agape).
فعندما نعرف أصل الكلمات المستخدمة نستطيع أن نعرف لماذا كرر المسيح السؤال ثلاث مرات.
* ومثال آخر يُظهر أهمية الرجوع إلى اللغة الأصلية هو ما جاء في يوحنا 5 :39«39فَتِّشُوا الْكُتُبَ لِأَنَّكُمْ تَظُنُّونَ أَنَّ لَكُمْ فِيهَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً. وَهِيَ الَّتِي تَشْهَدُ لِي. 40وَلاَ تُرِيدُونَ أَنْ تَأْتُوا إِلَيَّ لِتَكُونَ لَكُمْ حَيَاةٌ».
نكتشف من أول نظرة إلى هذا العدد أن السيد المسيح يدعونا بصيغة الأمر إلى أن نفتش الكتب ولكن مع التدقيق في هذا العدد نكتشف أنه لا يتكلم بصيغة الأمر لأنه يقول "لأنكم تظنون" إذًا ما هو المعنى الصحيح؟ نكتشف بعد الرجوع إلى الأصول اللغوية أن زمن الفعل المستخدم في كلمة »فتشوا« يعطي المعنى الآتي (وأنتم مازلتم تقومون بعملية البحث والتفتيش في الكتب ظانين أن لكم فيها حياة أبدية. فالكتب هذه هي تشهد لي. وأنتم لاتريدون أن تأتوا إليَّ لكي أعطيكم الحياة). لأن هذا الزمن يغطي حدوث الفعل في الماضي وحدوثه الآن وأيضًا استمرارية حدوثه ولا توجد كلمة في اللغة العربية تعبر عن هذا الزمن. لذلك من المفيد الرجوع لبعض الترجمات الأخرى للكتاب المقدس للمساعدة على الوصول إلى المعنى الدقيق.
وليس القصد من هذه الملاحظة أن يلم القارىء باللغات الأصلية وإنما يأخذ بعين الاعتبار عدم ظهور المعنى يقي دائمًا بسبب اختلاف التعبير في الترجمة عن اللغة الأصلية.
بعد ذكر هذه النقاط الفنية نود التأكيد على أن الغاية من ذكرها ليس اظهار الأخطاء التي قد يقع فيها البعض وإنما نهدف في يقة إلى اظهار الحاجة إلى ضرورة اعطاء المزيد من الجهد والتركيز أثناء قراءة الكلمة المقدسة وبفكر جديد.

(5) القراءة مراعيًا أنواع النصوص المختلفة
معرفتنا بأن الكتاب المقدس مكتوب بأكثر من أسلوب أدبي يجعلنا نستفيد بأكثر صورة ممكنة. فتوجد أجزاء من الكتاب مكتوبة بأسلوب القصص والسرد التاريخي وأخرى بأسلوب الشعر العبري وأخرى بأسلوب أدب النبوات وأخرى نصوص تعليمية وهكذا فكل نوع من هذه النصوص يختلف في طريقة السرد وكذلك في طريقة الفهم وإليكم الأمثلة على ذلك:
أ - النصوص الشعرية
وهي مثل أيوب - المزامير - نشيد الأنشاد - جامعة - أمثال وبعض أجزاء من أسفار الأنبياء غير أجزاء متفرقة من العهد القديم.
فمن المعروف أن دائمًا الشعر يستخدم الصور البلاغية لإبراز المعنى مثل ما ذكر عن الله في مزمور18 :6-10
«6 فيِ ضِيقِي دَعَوْتُ الرَّبَّ، وَإِلَى إِلهِي صَرَخْتُ، فَسَمِعَ مِنْ هَيْكَلِهِ صَوْتِي، وَصُرَاخِي قُدَّامَهُ دَخَلَ أُذُنَيْهِ. 7فَارْتَجَّتِ الْأَرْضُ وَارْتَعَشَتْ، أُسُسُ الْجِبَالِ ارْتَعَدَتْ وَارْتَجَّتْ لِأَنَّهُ غَضِبَ. 8صَعِدَ دُخَانٌ مِنْ أَنْفِهِ، وَنَارٌ مِنْ فَمِهِ أَكَلَتْ. جَمْرٌ اشْتَعَلَتْ مِنْهُ. 9طَأْطَأَ السَّمَاوَاتِ وَنَزَلَ، وَضَبَابٌ تَحْتَ رِجْلَيْهِ. 10رَكِبَ عَلَى كَرُوبٍ وَطَارَ، وَهَفَّ عَلَى أَجْنِحَةِ الريَاح».
لذلك عند قراءة جزء من الأجزاء الشعرية في الكتاب المقدس يجب أن يوضع في الأعتبار ما هو صور بلاغية تعبر عن معنى يقصده الكتاب ولا يجب التعامل معه بصورة حرفية.






التوقيع

رد مع اقتباس