منتدى ام السمائيين و الارضيين - عرض مشاركة واحدة - كل مايتعلق بكيفيه قراءه الكتاب المقدس بالطريقه الصحيحه
عرض مشاركة واحدة
قديم 03-12-2012, 01:32 PM   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
 
الصورة الرمزية ابو بيشو
 

 

 
افتراضي




ب - النصوص التعليمية
وهي مثل الرسائل في العهد الجديد ففيها يتم ابلاغ الكنيسة أوالشخص بمجموعة من التعاليم سواء السلوكية أو العقائدية فمثلاً يستخدم الكاتب أسلوب علمي مبني على الشرح والتوضيح والاستنتاج. فمثلاً يبدأ بفكرة ثم يؤكدها بأفكار فرعية ثم ينتهي بتطبيق عملي على هذه الفكرة مثل ما جاء في كورنثوس الثانية 1: 15-2 :17 بدأ يشرح فكرة أنه يريد أن يقوم بمجموعة زيارات لعدد من المناطق ومنها كورنثوس ثم أخذ ابتداء من ع 17 يشرح لماذا لم يستطع تنفيذ ذلك حتى أتى ع 14 من الأصحاح الثاني الذي بدأ فيه تطبيق مبدأ ما تعلمه من خلاله، لذا نحتاج أن نعرف عند قراءتنا للكتاب المقدس متى بدأ الكاتب الفكرة ومتى بدأ يشرحها ومتى بدأ يطبقها وإلا لن نفهم عن ماذا يتكلم الكاتب.
ج - قصص الكتاب المقدس (الأسلوب التاريخي)
وهي مثل كل أسفار التوراة (أسفار موسى الخمسة) والأسفار التاريخية ابتداء من يشوع وحتى أستير ويظهر ذلك أحيانًا كثيرة في صورة قصص متتابعة لذلك عند القراءة يجب ملاحظة أن القصص والتاريخ كلها حقائق مؤكدة حدثت بالفعل لأصحاب هذه القصص وأن ما ذُكر منها ليس بالضرورة هو كل ما حدث ولكن ذُكر ما أراد الله أن يخبره لنا من هذه الأحداث لذلك لا داعي أن نستنتج ما هي باقي القصص أو الحدث ولكن علينا أن نرى الله من خلال ما ذكر من أحداث وإلا سوف نجبر على أن نضيف أحداثًا من نسج الخيال وبالتالي نطبق ونعيش بناء على ما قد تخيلناه عن القصة.
د - النصوص النبوية
وهي مثل أسفار الأنبياء في العهد القديم والتي تبدأ من إشعياء وتنتهي بملاخي، وعندما تُذكر كلمة نبوة تؤخذ دائمًا على أنها إخبار عن أحداث مستقبلية ولكن يجب فهم هذه الأسفار على أنها كلام الله إلى الشعب عن طريق شخص وهو النبي بأمور خاصة بظروفهم التاريخية. فالأحداث المذكورة أحداث عن أشياء حقيقية حدثت بالفعل وأحداث أخرى سوف تحدث في المستقبل القريب للشعب في ذلك الوقت، ولكنها ليست بالضرورة تخبرنا عن أحداث مستقبلية بعيدة جدًا. فإذا أدركنا ذلك لانجبر على أن نرى في الأحداث الحالية من عالمنا اليوم تطبيق لأقوال ذكرت في العهد القديم وتتميم لأحداث النبوات في العهد القديم لذلك يجب أن نعرف كيف نفهم أسفار الأنبياء.
وهناك أنواع أخرى من النصوص كُتبت في الكتاب المقدس مثل الأسفار الرؤوية وأسفار الحكمة وهكذا.
ملاحظات هامة:
1 - وضع في الاعتبار أن هناك أسفار في الكتاب المقدس بها أكثر من نوع من أنواع النصوص مثلاً في سفر إشعياء فهو سفر من الأسفار النبوية ولكنه مكتوب بلغة الشعر العبري.
2 - يجب أن يفرد كتاب كامل عن كيفية التعامل مع كل نوع من أنواع النصوص في الكتاب المقدس وكيفية فهمها والتعامل معها ولكن هنا في هذا الكتيب نشير إليها باختصار لذلك عليك عزيزي القارىء أن تبحث وتفتش وتقوم بالدراسة بنفسك حتى تصل إلى ما يريده الله ان يعلمه لك من خلال الكلمة المقدسة.

ثانيًا: القواعد العملية
بعد استعراض القواعد الفنية سنضيف بعض القواعد العملية والتي تساعد على فهم الكلمة. ولا نعتبرها وصفة ينبغي اتباعها ولكن ننصح بها للوصول إلى عمق الكلمة المقدسة.
(1) اقرأ الكتاب المقدس معتمدًا على الروح القدس فهو شخص الله الكامل الذي يساعد على فهم ما هو مكتوب. إذ لا يمكن أن نفهم الكتاب المقدس بدون الخضوع لروح الله، لأن روح الله هو المؤلف يقي للكتاب كما أعلن ذلك الرسول بطرس في رسالته الثانية 2بط 1 :21
«21لِأَنَّهُ لَمْ تَأْتِ نُبُوَّةٌ قَطُّ بِمَشِيئَةِ إِنْسَانٍ، بَلْ تَكَلَّمَ أُنَاسُ اللهِ الْقِدِّيسُونَ مَسُوقِينَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ».
وعندما تكلم يسوع إلى تلاميذه كما ذكر في يو 6 :60 أخبره التلاميذ بأن كلامه صعب ولا يقدر أحد أن يسمعه فكان رد المسيح في يو 6 :63
«63اَلرُّوحُ هُوَ الَّذِي يُحْيِي. أَمَّا الْجَسَدُ فَلاَ يُفِيدُ شَيْئًا. اَلْكَلاَمُ الَّذِي أُكَلمُكُمْ بِهِ هُوَ رُوحٌ وَحَيَاةٌ».
لذا لا توجد طريقة أخرى لفهم الكتاب إلا بالصلاة المتضرعة كي ينير الله عيوننا ويفهمنا فنعرف ونتغير بحسب المكتوب. وهذا ما أكده الرسول بولس في رسالته الأولى لأهل كورنثوس
1كو 2 :11-21 فيقول إنه مهما امتلك الإنسان من مقومات الحكمة والمعرفة فإنه يقف عاجزًا أمام الأمور الخاصة بمعرفة الله دون الروح القدس.
(2) اهتم بالكيف ولا تبحث عن الكم إذ غالبًا ما نتحدث عن كمية القراءة في الكتاب المقدس ونعد الإصحاحات التي قد تتجاوز الثلاثة في اليوم. وربما نسمع من يقول إنه ينهي قراءة الكتاب بأكمله كل ستة أشهر، وهذا كله جيد لكن الأهم هو مقدار ما فهمناه، وإلى أية أبعاد وصلت علاقتنا بالله حتى ولو لم تتجاوز كمية القراءة عددين في اليوم. المقدار ليس ضروريًا بل الجلوس أمام الكلمة لنشعر بالغنى والشبع يقي من عند الرب.
(3) توقع الجديد من روح الله لنفس النص عن معاني الآيات وتسلسل الأحداث ولا تتعامل مع الكلمة بأفكار مسبقة فإن ذلك لن يضيف لك جديدًا. فقراءة قصة أو مَثَل أو نبوة قد سمعتها من واعظ أو قرأتها من قبل ستجعلك تستعجل قراءتها لمعرفتك المسبقة بالأحداث. وبالتالي لن تدقق في التفاصيل والمعاني الجديدة بل ستضيف أنت معاني تفرضها على النص بدلاً من المعنى الذي يفترض أن يُغيرك. مثال ذلك مثل الخروف الضال الذي ذكر في لوقا15 :1-7 ففي كل مرة نقرأ فيها هذا المثل نخرج بصورة راع ضاع منه خروف وبحث عنه فوجده بين الشوك والحجارة وذلك نتيجة معرفتنا المسبقة بالمثل والخلفية القديمة التي لدينا. وبالتدقيق نكتشف أن المثل لا يتحدث عن أي راع وإنما تحدث السيد المسيح عن الفريسيين والكتبة إذ قال:
«4أيُّ إنْسانٍ مِنْكُمْ لَهُ مِئَةُ خَروفٍ، وأضاعَ واحِدًا مِنْها،».
فهو يعنيهم بالتحديد ويحملهم مسئولية ضياع الخروف. ولا يحوي المثل أية أشواك أو حجارة. كل هذه الأشياء تجعلني أفسر المثل بصورة مختلفة بما يتناسب والقصة. والأمثلة عديدة على آيات نعرفها وقصص لا نبذل مجهودًا في فهمها لمعرفتنا المسبقة لها.
* مثال آخر: يوحنا8 :1-11 وهي قصة المرأة التي أُمسكت في ذات الفعل. غالبًا ما نظن أن السيد المسيح انحنى على الأرض واخذ يكتب (ماذا كان يكتب؟) الإجابة أنه يكتب خطايا الناس الواقفين المستعدين لرجم المرأة التي أمسكت في ذات الفعل ولكن لا يوجد أي دليل على ذلك. بل على العكس يوجد في النص «وَأَمَّا هُمْ فَلَمَّا سَمِعُوا وَكَانَتْ ضَمَائِرُهُمْ تُبَكتُهُمْ، خَرَجُوا وَاحِدًا فَوَاحِدًا».
ولم يذكر الكتاب ان هناك كتابة لخطايا الناس على الأرض ولكن هذه الفكرة أول ماظهرت كانت في إنجيل برنابا (المزيف) والذي ظهر في القرن الرابع عشر تقريبًا.
(4) اختر الوقت والمكان المناسبين: يحدد الكثيرون موعدًا للقراءة والجلوس أمام الرب في الصباح أو المساء. وهذا ليس شرطًا والأهم هو التركيز أمام كلمة الله بأعلى نسبة ممكنة حتى ولو كان ذلك ظُهرًا. ولا يهم ثبات الموعد في كل يوم وإن كان يفضل ذلك ولكن لكل شخص حرية اختيار الوقت والمكان المناسب الذي يساعده على التركيز.
(5) ابدأ القراءة بالترتيب دائمًا وهذا لا يعني من بداية سفر التكوين تتبعه باقي الأسفار، بل المقصود هو ألا تقرأ اليوم في سفر إشعياء وغدًا في إنجيل يوحنا. فالقراءة يجب أن تكون في أول السفر حتى نهايته ثم الانتقال إلى سفر آخر والله يتعامل معنا بنظام لا بعشوائية لأنه إله نظام وترتيب وكلمة الله مكتوبة بنظام ولكي نفهم سياق النص (القرينة). وعندما يمر أشخاص بمواقف معينة صعبة كموت الأقارب أو محنة ما فإنهم يفتحون الكتاب على أجزاء معينة للتشجيع وبعد انفراج الأزمات فإنهم يفتحون الكتاب على أجزاء أخرى. ولكن الكتاب المقدس لم يكتب بهذه العشوائية التي تصيب أحيانًا قليلة وتخفق مئات المرات.
(6) اقرأ مقدمات الأسفار التي توضح الخلفية يقية لكتابة هذا السفر وما هي الظروف المحيطة بالكتابة قبل قراءة أي سفر تجعل القارئ واعيًا للأحداث ومدركًا لمعاني الآيات. فمثلاً معرفتنا أن الرسالة إلى العبرانيين ُكتبت موجهه لليهود الذين اهتدوا إلى الإيمان بالمسيح وتعرضوا للعودة إلى الممارسات اليهودية، تمكننا من فهم سبب كتابة الرسالة وذكر الكاتب فكرة الارتداد أكثر من مرة في الأصحاح السادس والعاشر من هذه الرسالة وهكذا... ولا يُطلب أكثر من معرفة بسيطة لظروف السفر عمومًا وهناك كتب كثيرة تذكر مقدمة عن الأسفار.
(7) استعن بالترجمات المختلفة للكتاب المقدس باللغة العربية أو باللغات المختلفة التي يمكن أن تجيدها كالإنجليزية أوالفرنسية أو الألمانية لأن اختلاف أزمنة الأفعال وأيضًا الضمائر ومعاني الكلمات تظهر في بعض اللغات. لذلك فلا يجب أن يكون هناك أي خوف من استخدام ترجمات أخرى قد تكون مفيدة في معرفة معاني جديدة لكلمة الله.
(8) ابحث في معاني الكلمات الصعبة التي قد تصادفك أثناء قراءة الكتاب، لأنك قد تفقد كل معنى الجملة أو العدد في حالة عدم معرفتك بمعنى كلمة صعبة واحدة كما في أم 19 :13
«وَمُخَاصَمَاتُ الزَّوْجَةِ كَالْوَكْفِ الْمُتَتَابِعِ».
فاذا لم نعرف معنى كلمة "الوكف" يكون معنى الآية غامضًا ومعنى كلمة الوكف: نقاط المطر الصغيرة.
(9) استخدم أقلامًا ملونة لإظهار الآيات المفتاحية والكتابة على بعض الهوامش وبين الفصول لأي معان قد أضيفت لك. وإن كنت لا ترغب في التخطيط داخل الكتاب المقدس يمكنك استخدام ورق خاص تدون فيه كل التعليقات الخاصة بك واستخدام مثل هذا الأسلوب يزيد التركيز أثناء القراءة.
(10) درب نفسك على حفظ أجزاء من الكلمة المقدسة ولا تكتف بالقراءة. وإذا استنرت من أجزاء مختلفة من الكتاب المقدس فاصرف وقتًا كي تحفظها عن ظهر قلب كي يكون لديك رصيد داخلي من كلمة الله يفيدك في حياتك. وهذا لا يعني الحفظ لمجرد الترديد، بل لكي يكون الحفظ سهلاً ويستمر ثابتًا مدة طويلة يجب أن تحفظ ما تفاعلت معه، وما علمك إياه الرب. والمحصلة هي جزء لا ينسى من حياتك.
(11) لخص لنفسك ما قرأت بعد الانتهاء من القراءة بأسلوب يسهل تكراره أي حدد الذي قرأته اليوم، وما هو هدفه، وما الذي يمكنك تطبيقه، وكرر ذلك أكثر من مرة فهذا يفيد في ثبات ما قرأته طوال اليوم.
(12) شارك الآخرين (الزوج أو الزوجة، الأخ أو الصديق، مجموعة الخدام العاملين معك في الخدمة أو أي مجموعة لك معها شركة روحية) بما قرأته وما تعلمته وهذا إعلان أمام الله وأمام نفسك والآخرين بما أضيف إلى حياتك وسيجعلك تلهج بالكتاب المقدس.






التوقيع

رد مع اقتباس